من قلب روما، الرئيس عون يجدّد التزام لبنان برسالته الروحية تجاه العالم
في مشهد يجمع بين الرمزية الروحية والدلالات السياسية العميقة، سجّل لبنان حضوره مجددًا في قلب الحدث الفاتيكاني، مع مشاركة فخامة رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، في افتتاح حبرية قداسة البابا لاون الرابع عشر. وفي كلمة ألقاها لدى وصوله إلى العاصمة الإيطالية روما، شدد فخامته على عمق العلاقة التي تجمع لبنان بالكرسي الرسولي، والتي تتجاوز المراسم البروتوكولية لتلامس جذورًا لاهوتية وتاريخية مشتركة، مشيرًا إلى أن اعتراف القديس بطرس بالمسيح "ابن الله الحي" جرى، بحسب كلمات الحبر الأعظم الجديد، على أرض لبنانية "عند أقدام جبل حرمون".
قال فخامة الرئيس إنني أتوجه بأحرّ التهاني لقداسة البابا لاون الرابع عشر، متمنيًا له التوفيق في رسالته الكبرى، التي تتجاوز حدود الكنيسة لتلامس آمال الملايين، وتُجسد رسالة التلاقي والتضامن لا التصارع والتقاتل التي يحتاجها عالمنا اليوم. وإذ قال قداسته في كلمته أمام وفد الكنائس الشرقية المشارك في احتفالات يوبيل الرجاء، أن السلام في لبنان سيكون جزءًا من اهتماماته، والكرسي الرسولي سيظل في خدمة هذا الهدف النبيل، فإنني من جهتي أؤكد أن لبنان، برسالته التاريخية الممتدة إلى الجوهر الإنساني، سيكون في مواكبة هذه الخطوات، وسيظل شريكًا أساسيًا في مسيرة تعزيز الحوار والتفاهم، ودعم الجهود التي تسعى إلى إنهاء الصراعات وترسيخ الاستقرار، وسيظل حاضرًا في مسيرة الدفاع عن القيم الجامعة لبناء مستقبل أكثر إنصافًا ورحمةً.
وخلص الرئيس العماد حوزاف عون إلى القول ونحن هنا اليوم، في هذه اللحظة التاريخية، نجدد الالتزام بهذه القيم. ونؤكد أن لبنان، بتنوعه الطائفي والمذهبي، سيبقى مؤمنا أكثر من أي وقت مضى، وعلى الرغم من كل التحديات التي يواجهها، برسالته التاريخية في الحرية والتعددية، على ما اشار إليه البابا القديس يوحنا بولس الثاني. كما انه سيبقى نموذجًا يُحتذى به، مؤكدًا للعالم أن الحوار ليس شعارًا، بل هو مسيرةٌ تحتاج إلى إرادة صلبة جوهرها أن الكرامة والعدالة والسلام ليست امتيازات، بل حقوقٌ لكل إنسان، بغض النظر عن دينه أو هويته.