MAP

رئيس الأساقفة كاتشا يتحدث عن أهمية تربية الشبان على ثقافة السلام رئيس الأساقفة كاتشا يتحدث عن أهمية تربية الشبان على ثقافة السلام 

رئيس الأساقفة كاتشا يتحدث عن أهمية تربية الشبان على ثقافة السلام

شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة غابريلي كاتشا يوم أمس الثلاثاء في أعمال المنتدى الرفيع المستوى حول تطبيق برنامج العمل من أجل ثقافة السلام والذي التأم تحت عنوان "تمكين الشباب من أجل ثقافة السلام"، وألقى مداخلة سلط فيها الضوء على أهمية الدور الذي تلعبه التربية في هذا المجال، مذكراً بأن رسالة البابا لمناسبة اليوم العالمي للسلام ٢٠٢٦ تشكل دعوة لجميع البشر من أجل نبذ منطق العنف والحرب ومعانقة سلام أصيل يرتكز إلى المحبة والعدالة.

استهل الدبلوماسي الفاتيكاني مداخلته معرباً عن امتنان الكرسي الرسولي لانعقاد لقاء من هذا النوع، وذكّر بأنه خلال شهر آب أغسطس الذي انتهى للتو التقى مليون شاب وشابة، قدموا من مختلف أنحاء العالم، في العاصمة الإيطالية احتفالاً بيوبيل الشبيبة، وقال إن ذلك الحدث شكّل مناسبة هامة ليس بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية وحسب، إنما أيضا للبشرية جمعاء، التي كانت شاهدة على القوة المبدّلة التي تأتي من الأخوّة والصداقة، لافتا إلى أن هذه القيم يمكنها أن تصقل نمط حياةٍ وعالماً تُحل فيه الصراعات بالحوار، لا بواسطة الأسلحة، كما قال البابا لاون الرابع عشر قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في الثالث من الشهر الفائت.

بعدها عبّر رئيس الأساقفة كاتشا عن قلق الكرسي الرسولي البالغ حيال الأعداد المتنامية للشبان الذين يعانون من التبعات المدمّرة للصراعات المسلحة والتهجير، ما يحرمهم من المستقبل. وقال إن بعض هؤلاء ينجرون وراء الردكلة والعنف، وهي ظاهرة موجودة بنوع خاص على الشبكة العنكبوتية، وهناك شبان آخرون لا يجدون بديلاً سوى الانجرار وراء ممارسة الجرائم. وأضاف سيادته أنه في المقابل، عندما يحظى هؤلاء الشبان بالتشجيع والدعم، تكون لديهم القدرة على تعزيز وتنمية الصداقات الاجتماعية. وبهذه الطريقة يكوّنون تثميناً للاختلافات والتكامل الذي يمكن أن يقدّمه كل فرد، كما يفضلون الحوار على المواجهة، والسعي المشترك إلى الخير العام، وتعزيز الكرامة البشرية، وهو موضوع تطرق إليه البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي Christus Vivit.

هذا ثم شاء الدبلوماسي الفاتيكاني أن يسلط الضوء على المادتين الرابعة والثامنة من الإعلان حول ثقافة السلام، عندما أكد على أهمية التربية وكونها أداة أساسية لبناء ثقافة السلام، ولفت الإعلان أيضا إلى الدور الجوهري الذي ينبغي أن يلعبه على هذا الصعيد الأهل والمعلمون والسياسيون والصحفيون والجماعات الدينية. وذكّر رئيس الأساقفة كاتشا بأن الشبان يتبرون، ضمن هذه الجماعات، على القيم والمواقف وطرق السلوك وأنماط الحياة، الأمر الذي يمكّنهم من حل الخلافات سلمياً، وبروح من الاحترام تجاه الكرامة البشرية، والتسامح وعدم التمييز.

لم تخلُ مداخلة مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في نيويورك من التوقف عند موضوع رسالة البابا لاون الرابع عشر لمناسبة اليوم العالمي للسلام لعام ٢٠٢٦ والذي سيُحتفل به في الأول من كانون الثاني يناير المقبل، ألا وهو "السلام معكم جميعاً: نحو سلامٍ مجرَّد من السلاح ويُجرِّد من السلاح" وقال سيادته إن هذه الوثيقة توجه دعوة إلى البشرية جمعاء إلى نبذ منطق العنف والحرب، وإلى معانقة سلام أصيل يرتكز إلى المحبة والعدالة، كما جاء في البيان لذي أصدرته الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة بشأن رسالة البابا في السادس والعشرين من آب أغسطس الماضي.

وتمنى سيادته في الختام أن يتجاوب أكبر عدد ممكن من الشبان مع هذا النداء حيثما وُجدوا، وسط عائلاتهم وأصدقائهم، في بيئة المدرسة والعمل، وفي البيئة الرياضية أيضا، وأن يعلنوا بدورهم رسالة للرجاء الحقيقي، ويسعوا من أجل إرساء أسس السلام وتعزيز التناغم بين الشعوب كافة.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنت إعلان وبرنامج العمل بشأن ثقافة السلام في أيلول سبتمبر عام ١٩٩٩، والذي يشمل ثمانية مجالات للعمل وهي: ثقافة السلام من خلال التعليم؛ التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة؛ احترام جميع حقوق الإنسان؛ المساواة بين المرأة والرجل؛ المشاركة الديمقراطية؛ التفاهم والتسامح والتضامن؛ التواصل التشاركي والتدفق الحر للمعلومات والمعرفة؛ بالإضافة إلى السلام والأمن الدوليَّين.

03 سبتمبر 2025, 11:44