MAP

المطران داريو جيرفازي: الشيخوخة هي مرحلة ثمينة، مليئة بالكنوز التي لا تزال تنتظر أن تُكتشف المطران داريو جيرفازي: الشيخوخة هي مرحلة ثمينة، مليئة بالكنوز التي لا تزال تنتظر أن تُكتشف  (ANSA)

المطران داريو جيرفازي: الشيخوخة هي مرحلة ثمينة، مليئة بالكنوز التي لا تزال تنتظر أن تُكتشف

مقابلة مع المطران داريو جيرفازي، الأمين العام المساعد لدائرة العلمانيين والعائلة والحياة في ضوء رسالة البابا لاوُن الرابع عشر لليوم العالمي الخامس للأجداد والمسنين

الشيخوخة كمخزن للكنوز التي لا نزال في حاجة إلى اكتشافها، وثقافة الإدماج التي ينبغي علينا تنميتها، والممارسات الجيدة التي يجب اعتمادها والحفاظ عليها، وأدوا راعوية لإشراك الذين لا يستطيعون التنقل. هذه هي النقاط البارزة في المقابلة التي أجرتها وسائل الإعلام الفاتيكانية مع المطران داريو جيرفازي، الأمين العام المساعد لدائرة العلمانيين والعائلة والحياة، وهي الجهة المنظمة لليوم العالمي للأجداد والمسنين.  

في جوابه على السؤال حول إن كان هناك تغيير في المنظور إذ أنَّ الرجاء وفقًا للتصور الشائع، هو من نصيب الشباب، الذين لا يزال المستقبل مفتوحًا أمامهم، إلا أنَّ البابا لاون الرابع عشر يقول في رسالته إنه يمكن أن يكون هناك علامات رجاء في كل الأعمار قال المطران داريو جيرفازي في أيامنا هذه تسود ما يُسمى بـ"ثقافة مقاومة الشيخوخة"، وهي وجهة نظر غير مُحبّذة في الواقع، لأن الشيخوخة هي عملية لا يمكن إيقافها. في المقابل، فإن نظرة البابا، تمامًا كنظرة الكتاب المقدس، تمنح لكل مرحلة عمرية قيمتها الخاصة. الشيخوخة هي مرحلة ثمينة، مليئة بالكنوز التي لا تزال تنتظر أن تُكتشف، مثل الحكمة المتراكمة من الحياة المُعاشة، ومعرفة أمانة الله التي تم اختبارها على مدى السنين الطويلة.

تابع الأمين العام المساعد لدائرة العلمانيين والعائلة والحياة مجيبًا على السؤال حول ما هي الاقتراحات الرعوية التي يمكن أن تساعد في إشراك المسنين فعليًا في حياة الكنيسة، لكي لا تذهب هذه الثروات سدى وقال يمكن أن تكون هناك العديد من المقترحات، بدءًا من أبسطها، مثل زيارة العائلات، أو تخصيص وقت للإصغاء إلى شهادات المسنين، أو إقامة احتفالات ومناسبات تجمع بين الأجيال المختلفة، بحيث يندمج المسنون مع العائلات والأطفال، فيصبح الأجداد دائمًا جزءًا لا يتجزأ من حياة العائلة والكنيسة. هناك الكثير من الممارسات الجيدة المنتشرة، ومن المهم أن يكون المسنون في قلب الحياة الكنسية وأن يستمروا في أداء دورهم حيثما كانوا جزءًا نشطًا من الجماعات الرعوية.

أضاف المطران داريو جيرفازي مجيبًا على السؤال حول إن كان علينا، في مجتمع الأداء والربح، ينظر إلى المسنين على أنهم غير نافعين، أن نقبل بفكرة أن الذي يتوقف عن الإنتاج لم يعد له وجود وقال هذه فكرة غير سليمة تمامًا، ويجب أن نكافحها لاستعادة المعنى الحقيقي للحياة: إنَّ ربط الحياة بالإنتاج هو أمر مهين لإنسانيتنا. إنَّ الأشخاص الناضجون يُعيدوننا إلى بُعد العطاء المجاني، ويمكنهم أن يهبوا وقتهم بدون حسابات النفعية. ومن خلال سخائهم تجاه الأجيال الأصغر، هم يعززون من قوتهم: وبالتالي يمكن إنجاز الأمور معًا، وحيث يوجد المسنون، يوجد فائض، لا نقص.

تابع الأمين العام المساعد لدائرة العلمانيين والعائلة والحياة مجيبًا على السؤال حول كيف يمكن أن تكون العلاقة بين الأجيال مصدرًا للغنى، سواء في استخدام التكنولوجيا أو في نقل الإيمان وقال يمكن للشباب أن يساعدوا المسنين على الدخول في عالم التكنولوجيا، في حين يمكن للمسنين أن يساعدوا الشباب على أنسنة الحياة الحديثة. فالأجيال الجديدة تجد صعوبة في النظر إلى السماء: ما أجمل أن ترافق جدة حفيدها إلى الكنيسة وتعلمه أن يرسم إشارة الصليب! أو أن يستمع حفيد إلى جده يقول: "لتكن مشيئة الله"! لا يوجد طريقة أفضل من هذه لاكتساب الإيمان.

أضاف المطران داريو جيرفازي مجيبًا على السؤال حول ما هي الإرشادات للتحضير لليوم العالمي للأجداد والمسنين الذي سيُحتفل به في السابع والعشرين من تموز يوليو وقال تمهيدًا لليوم العالمي القادم للأجداد والمسنين، أطلقنا مجموعة أدوات رعوية تتضمن صلوات ونصوصًا ليتورجية تهدف إلى إشراك الأشخاص في رعايا العالم، خصوصًا أولئك الذين لا يستطيعون المشاركة حضوريًا بسبب المسافة أو لأنهم مقيمون في دور رعاية أو يقضون وقتهم في مراكز نهارية. أما بالنسبة للشباب، فإن زيارة مسن تمثل فرصة للقاء شهادة حية لله، ومعانقته هو كاحتضان علامة أمانة الرب. في هذا الشأن، يذكرنا البابا لاوُن الرابع عشر بأن المسنين يساعدوننا على الرجاء، وهم أنفسهم يملكون دومًا إمكانية الرجاء.

وختم المطران داريو جيرفازي، الأمين العام المساعد لدائرة العلمانيين والعائلة والحياة حديثه لوسائل الإعلام الفاتيكانية مجيبًا على السؤال حول المبادرات المقبلة التي تُحضّر لها الدائرة وقال في شهر أكتوبر المقبل، سيُعقد مؤتمر دولي سيكون فرصة للتأمل في بعض الجوانب المهمة من حياة المسنين، بدءًا من الروحانية مرورًا بثقافة التهميش وانتهاءً بدورهم داخل الجماعات الكنسية. لقد بدأنا بالفعل، وسنواصل عقد سلسلة من اللقاءات على مستوى القارات عبر منصة زووم مع مسؤولي مكاتب شؤون المسنين في مجالس الأساقفة حول العالم: وحقًا، هناك وعي جديد آخذ في النمو، ينظر إلى المسنين كعلامات للرجاء.

11 يوليو 2025, 12:44