غالاغر ينهي زيارته إلى كوبا ويتحدث عن أهمية تعزيز السلام في العالم
في اليوم الأخير لهذه الزيارة شارك المسؤول الفاتيكاني في مؤتمر عُقد في العاصمة هافانا، وذكّر خلاله بالزيارة الرسولية التاريخية التي قام بها إلى الجزيرة الكاراييبية البابا يوحنا بولس الثاني في العام ١٩٩٨، عندما شجع المؤمنين في كوبا على فتح قلوبهم للمسيح، وعلى تركه يدخل إلى حياتهم والمجتمع وبهذه الطريقة يتجدد كل شيء. وأراد سيادته أن يتحدث عن أهداف الزيارة، التي تتزامن أيضا مع الذكرى السنوية العاشرة لزيارة البابا فرنسيس إلى هافانا، وقال غالاغر إن النشاطات التي يقوم بها الكرسي الرسولي ترتكز إلى قوة الرسالة المسيحية وتحمل انعكاساً على المجتمع ككل، وتشكل دعوة للعمل في سبيل الكرامة البشرية. من هذا المنطلق، شدد غالاغر على أهمية أن تصان الحقوق والحريات الأساسية لكل كائن بشري، وأكد ضرورة أن يكون الإنسان منفتحاً على الآخر دون أن يستثني أحداً. وذكّر بأن الإنسان هو بطبيعته كائن اجتماعي، وهو كائن محتاج على المستويات كافة، الاقتصادي، السياسي، الاجتماعي ولا يستطيع أن يجد في ذاته كل العناصر اللازمة لنموه، وهو بحاجة إلى تعاون متواصل من قبل الآخرين كي يبقى على قيد الحياة. وهذه الاحتياجات توجه الإنسان نحو المجتمع والدولة. هذا ثم رأى المسؤول الفاتيكاني أنه لا بد من البحث عن بديل للأنانية، والاستغلال والعنف، لافتا إلى أن المحبة الاجتماعية يجب أن تكون نوراً في العالم الذي يعاني من تهديدات الحروب والاستغلال الاقتصادي والاجتماعي وانتهاك حقوق الإنسان، ولا بد أن يقود إلى مجتمع ناشط يساهم فيه كل الأشخاص الراغبين في تعزيز العدالة والسلام في العالم. بعدها توقف المسؤول الفاتيكاني عند مفهوم السلام من وجهة نظر البابا لاون الرابع عشر الذي ينبغي أن يكون سلاماً منزوع السلاح ويقود إلى نزع السلاح، كما قال الحبر الأعظم في أعقاب انتخابه لشهر خلا. وقال غالاغر إن نشر السلام في العالم يتطلب قيماً أساسية في طليعتها: المصالحة والحقيقة والحوار والعدالة والتضامن والسعي إلى نزع السلاح في العالم. كما أن صون الحقوق هو ركيزة أساسية من أجل التعايش السلمي وتحقيق السلام. وأضاف سيادته أنه انطلاقا من الدفاع عن العائلة والحياة يمكن أن نحقق السلام، كما يقول البابا برفوست، لذا من الأهمية بمكان أن يحصل استثمار في العائلة يرتكز إلى الرباط الزوجي بين الرجل والمرأة. لم تخل كلمات الضيف الفاتيكاني من الحديث عن أهمية احترام حرية الرأي والضمير. وأكد أن الحرية الدينية تلعب دوراً أساسياً في تعزيز الخير العام، وقال إنه من خلال الاعتراف بالبعد الروحي للأفراد، واحترام الحريات الدينية، والسماح لكل فرد بممارسة معتقداته يساهم كل واحد منا في تحقيق رخاء الجميع، لاسيما البيئة الاجتماعية التي ننتمي إليها. وفي نهاية المطاف يُبصر النور مجتمع أكثر تناغما وازدهارا. وأوضح سيادته في هذا السياق أن الحرية الدينية ليست حقاً من حقوق الإنسان وحسب، بل هي ضرورية من أجل تخطي الانقسامات في المجتمع وتعزيز الحوار وتأسيس جماعة عالمية تنعم بالسلام والتناغم. ومن هذا المنطلق – ختم غالاغر يقول – تشكل الحرية الدينية ركناً أساسياً من أجل بناء مجتمع يشمل الجميع، وتلعب دوراً جوهرياً في تعزيز التماسك الاجتماعي والدفاع عنه. |