MAP

مقال افتتاحي لأندريا تورنييلي بعنوان "مدعوون لنكون مسيحيين" مقال افتتاحي لأندريا تورنييلي بعنوان "مدعوون لنكون مسيحيين" 

مقال افتتاحي لأندريا تورنييلي بعنوان "مدعوون لنكون مسيحيين"

كتب مدير التحرير في دائرة التواصل الفاتيكانية أندريا تورنييلي هذا السبت مقالا افتتاحياً بعنوان "مدعوون لنكون إنسانيين".

لفت تورنييليي إلى أن كل واحد منا مدعو لأن يكون إنسانياً قبل أن يكون مؤمناً وهو مفهوم أكد عليه البابا لاون الرابع عشر في تعليمه الأسبوعي في الثامن والعشرين من الشهر الفائت، عندما توقف عند مثل السامري الصالح في الإنجيل، وشدد على أهمية أن نعتني بهشاشة وضعف الآخر. وذكّر المسؤول الفاتيكاني بأن الشخص الذي أحن على الرجل المحتاج كان سامرياً، كان منبوذاً من قبل اليهود، لا بل كان يُعتبر عدواً، موضحا أن البابا قال إن التدين لا يعني تلقائياً أن نرأف بالآخرين وأكد تورنييلي أن الرأفة وقبل أن تكون مسألة دينية هي مسألة إنسانية في المقام الأول ومن هذا المنطلق إن كوننا إنسانيين يعني ممارسة الرأفة، ما يشكل مناسبة للشهادة للإنجيل.

بعدها ذكّر تورنييلي بالأطروحة التي كتبها البابا الراحل راتزنغر عندما كاهناً بعنوان "الوثنيون الجدد والكنيسة"، متأملاً بتبدل الظروف في المجتمعات المعلمنة، وسلط الضوء على أهمية أن يعيش المسيحي الفرح وسط الآخرين وأن يكون قريباً من غير المؤمنين أيضا، وأن يكون إنساناً بكل ما للكلمة من معنى. وكان البابا المستقبلي يعلم أن الكنيسة يمكن أن تولد من جديد بفضل شهادة رجال ونساء يجذبهم المسيح وقادرين على الشهادة له من خلال حياتهم ومن خلال الرأفة والمرافقة. وكان يدرك تماما أن التراجع الذي تعيشه المسيحية في الغرب لا يمكن إيقافه بواسطة الانغلاق على الذات، وجعل الإيمان هوية لجماعة ما أو أيديولوجية لدعم مشروع سياسي.

هذا ثم اعتبر تورنييلي أن رسالة الكنيسة وقوة إعلان البشارة، وسط التبدلات التي يشهدها عصرنا، تكمن في أشخاص مدعوين لأن يكونوا "إنسانيين"، منفتحين على الآخر ويمارسون الرأفة تجاهه. إن العالم يحتاج إلى رجال ونساء مسيحيين لا يشعرون أنهم متفوقون على الآخرين، إذ يعلمون أن من يشهدون للرأفة غالباً ما يكونون أشخاصا غرباء وبعيدين مثل السامري الصالح.

07 يونيو 2025, 14:35