MAP

المونسنيور أوزا: مع البابا حوار معمّق حول الذكاء الاصطناعي، السلام، العائلة، والهجرة المونسنيور أوزا: مع البابا حوار معمّق حول الذكاء الاصطناعي، السلام، العائلة، والهجرة 

المونسنيور أوزا: مع البابا حوار معمّق حول الذكاء الاصطناعي، السلام، العائلة، والهجرة

التقى المونسنيور برنارديتو أوزا، السفير البابوي لدى الاتحاد الأوروبي، قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان. وقد وصف اللقاء بـ "العميق والمكثّف"، حيث تمّ التطرّق إلى أبرز القضايا العالمية والكنسية، من الذكاء الاصطناعي، والهجرة، والأزمة الديموغرافية، إلى السلام، والعائلة، والحوار بين الأديان.

وصف المونسنيور برنارديتو أوزا، السفير البابوي لدى الاتحاد الأوروبي، اللقاء الذي جمعه صباح الجمعة بقداسة البابا لاوُن الرابع عشر في القصر الرسولي بالفاتيكان، بأنه "لقاء عميق ومكثّف"، مؤكدًا أنّه شكّل فرصة لبحث القضايا الكبرى التي تشغل أوروبا والعالم. وقال في حديث لوسائل الإعلام الفاتيكانية: "كان تبادلًا سريعًا للآراء، لكنه اتّسم بكثافة الحوار وعمقه". وعن فحوى اللقاء، أوضح المونسنيور أوزا: "تطرّقنا إلى جميع القضايا الكبرى، من الذكاء الاصطناعي، وطلبات محو أسماء المعمَّدين من السجلات الكنسية، إلى مواضيع الهجرة، والعائلة، والأزمة الديموغرافية، لا سيما في غرب أوروبا".

وفيما يتعلّق بالحرب في أوكرانيا، أشار السفير البابوي إلى أنّ الأزمة كشفت عن تصدعات داخلية في أوروبا، لا سيما حول مسائل الدفاع. وأضاف: "رغم خبرتي الطويلة في أوروبا، إذ عشت فيها ١٨ عامًا في خمس دول مختلفة، فإنّي أرى اليوم، مع التغيرات السياسية الأخيرة، ولا سيما مطالب الإدارة الأمريكية الجديدة بمزيد من الالتزام الأوروبي في مجال الدفاع، أن هناك انقسامات ملموسة بين الدول الأوروبية حول نسب الإنفاق الدفاعي مقارنة بالناتج القومي. صحيح أن المسألة لا تخص الاتحاد الأوروبي فقط، بل الناتو، لكنها تبقى مركزية بالنسبة لمستقبل أوروبا"".

وحول العلاقة بين أزمة السكان والهجرة، قال المونسنيور أوزا: "لا يمكن فصل المسألتين. الهجرة ترتبط مباشرة بالواقع الديموغرافي، وسوق العمل، وحقوق الإنسان، والسياسات الوطنية. لقد رأينا كيف أن الخطاب الشعبوي المتنامي، لا سيما خلال الانتخابات، غالبًا ما يجعل من قضية الهجرة محورًا سياسيًا رئيسيًا. وفي هذا السياق، تحافظ الكنيسة على موقف إنساني ثابت: موقف تضامن، لا سيما مع ضحايا الحروب والاتجار بالبشر. لكنها في الوقت عينه تحترم قوانين الدول وسياساتها. والتوازن بين هذين المبدأين يُعدّ تحديًا كبيرًا".

وفيما يخص الحوار بين الأديان، لفت أوزا إلى أهمية العمل المشترك بين الطوائف المسيحية. وقال: "إنَّ لجنة أساقفة الاتحاد الأوروبي تقيم علاقات تعاون مع الكنائس الأرثوذكسية والبروتستانتية. وعندما نتحدث بصوت واحد حول قضايا مشتركة، يتمُّ الإصغاء إلينا بشكل أكبر. بالطبع، هناك مواضيع لا يمكن أن نواجهها كجبهة موحّدة، مثل أجندة ٢٠٣٠ أو اتفاقيات الهجرة، لكن في قضايا مثل البيئة، يمكننا أن نكون أكثر تأثيرًا إذا قدمنا رؤيتنا كموقف جماعي".

وفي الذكرى العاشرة للرسالة العامة "كُن مُسبّحًا"، أشار السفير البابوي إلى الصدى العالمي الواسع الذي لقيته. وأضاف: "قُدّر لهذه الوثيقة أن تكون مرجعًا دوليًا. أثناء مفاوضات اتفاق باريس للمناخ، ترأستُ وفد الكرسي الرسولي، ولا زلت أذكر أن ٣٨ رئيس دولة أشاروا في كلماتهم الافتتاحية إلى البابا وإلى هذه الرسالة تحديدًا. وهذا أمر نادر في الساحة الدبلوماسية، حيث لا يذكر القادة بعضهم عادة. وهذه إشارة قوية على مدى تأثير كلمة الكنيسة. فكلنا في قارب واحد، وعلينا أن نواجه هذه التحديات معًا. أما بالنسبة للكنيسة، فالحفاظ على الخليقة هو واجب ديني وأخلاقي، نابع من إيماننا بالله الخالق، ومن دعوتنا الأساسية أن نكون شركاءه في العناية بخليقته".

24 مايو 2025, 10:09