MAP

مقابلة مع المرشد العسكري في أوكرانيا لمناسبة الاحتفال بيوبيل العسكريين مقابلة مع المرشد العسكري في أوكرانيا لمناسبة الاحتفال بيوبيل العسكريين 

مقابلة مع المرشد العسكري في أوكرانيا لمناسبة الاحتفال بيوبيل العسكريين

في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أجريت تزامنا مع الاحتفال بيويبل العسكريين يومي السبت والأحد الماضيين أكد المرشد العسكري في أوكرانيا، الكاهن اليسوعي أندري زيلينسكي أن جوهر الإنسانية يتعرض للاعتداء اليوم، بالإضافة إلى قيم الحقيقة والعدالة والجمال، مشدداً على ضرورة أن يعتني العالم بهذا الجرح الكبير.

الأب زيلينسكي المتواجد في روما للمشاركة في احتفالات يوبيل العسكريين وفي لقاءاتٍ للمرشدين العسكريين الكاثوليك، نظمها للمناسبة اتحاد مجالس أساقفة أوروبا، أكد أن وقوف الكهنة إلى جانب العسكريين يجعل الله حاضراً فيما بينهم، خصوصا وسط عتمة الحروب والصراعات المسلحة، وهو أمر يساعد على عدم فقدان الرجاء في ظلام هذا العالم، مع التأكيد على أهمية إبقاء الأنظار موجهة نحو المسيح المصلوب، وعدم نسيان قيامته من بين الأموات.

رداً على سؤال بشأن أبرز الواجبات الملقاة على عاتق المرشد العسكري، قال الأب زيلينسكي إن البعد الأهم لهذه الخدمة يتمثل في الاعتناء بالروح، ما يتطلب اهتماماً بإنسانية الأشخاص الذين يخدمهم هؤلاء الكهنة. وهذا يعني خدمة ما هو إلهي في الإنسان، لأن الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، وهو الله الحاضر في الخليقة. ومن هذا المنطلق إن وقوف الكهنة إلى جانب هؤلاء العسكريين، يعني وقوفهم إلى جانب الإنسان، وهذا ما يجعل الله حاضراً في وسطنا، خصوصا وسط عتمة الحروب.

بعدها قال الكاهن الأوكراني إن ثمة حاجة اليوم لتسليط الضوء على هذا البعد الإنساني، لاسيما وأننا نعيش في عالم حيث تعاني الإنسانية من جراح كثيرة بسبب الحرب وأعمال العنف الوحشية، وهذا ما نشهده يومياً في أوكرانيا، وفي مناطق أخرى حول العالم، لأن العالم كله مجروح بسبب الحرب. وقال إنه عندما نتحدث عن طبيعة الإنسان لا بد أن ندرك أنه يشكل حضور الله وسط خليقته. ولفت إلى أن هذا البعد الإلهي، وفقاً للتقليد اللاهوتي للكنيسة الكاثوليكية والتقليد المسيحي عموماً، لديه طابع كوني: لأن الله هو الحقيقة وهو الطيبة المطلقة، إنه أيضا العدالة والجمال.

وأضاف الأب زيلينسكي أنه من الأهمية بمكان، بالنسبة لمن يختبرون الحرب، أن يتأملوا دائما في الجمال: أي جمال قلب الإنسان المستعد للخدمة. وقال إن هذا واقع يختبره عندما يخدم العسكريين الأوكرانيين والمدنيين أيضا، فيظهر جمال كبير في القلب البشري، وهذا الأمر يشكل مصدراً للانتصار، لأن الحب وحده قادر على الانتصار. واعتبر في هذا السياق أنه من واجب الإنسان، الذي نال طبيعته كهبة، أن يتماشى قدر المستطاع مع ما هو إلهي في قلبه وفي روحه البشرية، متوقفا عند ميزات أربع تدلنا إلى الطريق الواجب سلوكها، ألا وهي: البحث عن الحقيقة، اختيار الخير، الدفاع عن العدالة والتأمل بالجمال، حتى وسط عتمة الحروب.

في معرض حديثه عن أبرز التحديات التي يواجهها المرشدون العسكريون في سياق الحرب الدائرة في أوكرانيا، أكد الكاهن اليسوعي أن أصعب ما يواجهه هو رؤية الإنسانية تُدمر، عندما تأخذ الحرب صديقاً، أو طفلة صغيرة، أو أي إنسان آخر، وما يؤلم أكثر هو أن العالم، في القرن الحادي والعشرين حيث جميعنا مواطنون كونيون، لا يريد أن ينظر إلى هذا الواقع. فالعالم يتهرب من مسؤولياته، ويعتبر هذه الحرب بعيدة عنه، مع أنها من أشد الحروب عنفاً، بعد الحرب العالمية الثانية. ومن هذا المنطلق اعتبر أن الإنسانية لا تدمرها القذائف والدبابات وحسب إنما أيضا الميل لعدم تحمل المسؤوليات، وعدم البحث عن حلول لهذا الصراع.  وقال إن المرشد العسكري يواجه تحديات كبيرة على جبهات القتال، لكن هذا يبقى بالنسبة له التحدي الخلقي الأهم.

لم تخل كلمات الأب زيلينسكي من الحديث عن اليوبيل الذي يتمحور حول موضوع الحج وقال إن الحج هو جزء من الطبيعة البشرية، ونحن كلنا حجاج في هذا العالم، لكن من الأهمية بمكان ألا نخوض هذه التجربة لوحدنا، فلا بد أن نتضامن مع بعضنا البعض، كي لا نضل الطريق في ظلام هذا العالم. وقال إن هذا درس مهم جداً يتعلمه المرشدون العسكريون في ساحة المعركة، أي أن الإنسان يحتاج إلى رفيق، يحتاج إلى الشعور بأنه محبوب من قبل عائلته التي يُدافع عنها. كما أن المسيحيين بنوع خاص مدعوون إلى التمسك برجائهم، مدركين من هو مصدر هذا الرجاء، فينبغي أن يوجهوا الأنظار نحو المصلوب وألا ينسوا قيامته من بين الأموات.

10 فبراير 2025, 10:09