MAP

البابا يتلو التبشير الملائكي ويتحدث عن معنى عبور "الباب الضيق" الذي يتحدث عنه الإنجيل البابا يتلو التبشير الملائكي ويتحدث عن معنى عبور "الباب الضيق" الذي يتحدث عنه الإنجيل 

البابا يتلو التبشير الملائكي ويتحدث عن معنى عبور "الباب الضيق" الذي يتحدث عنه الإنجيل

أطل البابا لاون الرابع عشر ظهر اليوم الأحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي وألقى كلمة توقف فيها عند أهمية أن نعبر كمؤمنين "الباب الضيّق" الذي تحدث عنه الرب في الإنجيل، مشددا على أن الإيمان المسيحي، لا يقتصر على ممارسة الشعائر الدينية، إذ يجب أن يعانق حياة الإنسان بكليتها وأن يصبح معياراً للخيارات التي يتخذها.

قال الحبر الأعظم إننا نجد في إنجيل اليوم صورة "الباب الضيّق"، التي استخدمها يسوع ليجيب على من سأله عما إذا كان عدد الذين سيخلصون قليلاً، فأجاب يسوع قائلا: "اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق، فإني أقول لكم إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون".

تابع البابا مؤكداً أن هذه الصورة قد تولد لنا تساؤلات، إذ نفكر أنه إذا كان الله أبَ المحبة والرحمة، والذي يفتح دائماً ذراعيه ليبقلنا، فلماذا يقول يسوع إن باب الخلاص ضيق؟ أجاب لاون الرابع عشر أن الرب لم يشأ بالطبع أن يُحبط عزيمتنا، بيد أن كلماته تهدف قبل كل شيء إلى مخاطبة المدعين أنهم مخلصون، ومن يمارسون الدين ويشعرون أنهم أتموا كل شيء.

فهؤلاء الأشخاص، قال البابا، لم يُدركوا أن القيام بالأفعال الدينية وحده ليس كافياً، إن لم تُبدل هذه الأفعال القلب. فالرب لا يريد عبادة منفصلة عن الحياة، ولا يرضى بالذبائح والصلوات إن لم تؤدِّ إلى عيش المحبة حيال الأخوة، وإلى ممارسة البر. ولهذا السبب عندما سيمثل هؤلاء أمام الرب ويقولون إنهم أكلوا وشربوا معه، واستمعوا إلى تعاليمه، سيجيبهم قائلا: "لا أعرفكُم من أين أنتم، تباعدوا عنّي يا جميع فاعلي الظلم".

تابع البابا كلمته مشيرا إلى أننا أحياناً ندين الأشخاص البعيدين عن الإيمان، بيد أن يسوع يضع "أمانَ المؤمن" في أزمة، إذ يقول لنا إنه ليس كافياً أن نعلن الإيمان بالكلام، وأن نأكل ونشرب معه من خلال الاحتفال بسر الإفخارستية، وأن نعرف جيداً التعاليم المسيحية. وشدد البابا على أن إيماننا يكون أصيلاً عندما يعانق حياتنا بكليتها، وعندما يصبح معياراً لخياراتنا، عندما يجعلنا رجالاً ونساءً يلتزمون لصالح الخير، ويجازفون بما لديهم، تماما كما فعل يسوع. وذكّر البابا بأن الرب لم يخْتر الدرب السهلة للنجاح أو السلطة، لكنه أحبنا وصولاً إلى عبور الباب الضيف، باب الصليب، لكي يخلصنا. هو مقياس إيماننا، وهو الباب الذي ينبغي أن نعبره لكي نخلص، من خلال عيش محبته، وهكذا نصبح صانعين للعدالة والسلام.

هذا ثم أكد الحبر الأعظم أن هذا الأمر يعني أحياناً كثيرة اتخاذ خيارات صعبة ولا تلقى إعجاب الآخرين، يتطلب الوقوف في وجه أنانيتنا والتضحية في سبيل الآخرين، والمثابرة في الخير حيث يبدو منطق الشر سائداً. لكن عندما نتخطى هذه العتبة، نكتشف أن الحياة تشرع الأبواب أمامنا بطريقة جديدة وندخل، بدءاً من اليوم، في قلب الله الرحب وفي فرح الاحتفال الأبدي الذي أعده لنا.

ختاماً سأل البابا لاون الرابع عشر العذراء مريم أن تساعدنا على عبور "الباب الضيق"، الذي تحدث عنه الإنجيل، بشجاعة كي ننفتح بفرح على محبة الله الآب الفسيحة.     

24 أغسطس 2025, 12:40