البابا لاوُن الرابع عشر يوجه رسالة إلى المشاركين في المهرجان السادس والثلاثين للشباب في مديغوريه
استهل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر رسالته محييا الشباب القادمين من بلدان عديدة من العالم للمشاركة في هذا المهرجان الذي يتمحور حول موضوع " لِنَذهَبْ إِلى بَيتِ الرَّبّ" (المزمور ١٢٢، ١)، وأشار إلى أنها كلمات تحدثنا عن مسيرة، لكن كيف نسير نحو بيت الرب بدون أن نضل الطريق؟ لقد قال لنا يسوع " أَنا الطَّريق" (يوحنا ١٤، ٦)، إنه يرافقنا ويرشدنا ويقوّينا طول الطريق. وفي درب الحياة، قال البابا لاوُن الرابع عشر في رسالته، لا يمكن السير أبدا بمفردنا، وسلط الضوء في هذا الصدد على اللقاء، وأن نسير معا ونكتشف معا هدفا مشتركا. وتوقف بعدها عند تأمل للقديس أغسطينوس الذي لا يتحدث عن بيت الرب كهدف بعيد إنما يعلن فرح مسيرة معاشة معا. لنذهب! هكذا يتحدثون مع بعضهم البعض، ويكوّنون شعلة واحدة. وأضاف البابا لاوُن الرابع عشر يقول لا أحد يسير بمفرده، إنما نشجع بعضنا البعض. تتحد شعلات قلوبنا وتصبح شعلة واحدة كبيرة تنير الطريق. وأنتم أيها الشباب، قال الأب الأقدس في رسالته، لستم حجاجًا منفردين. فهذا الطريق نحو الرب نسلكه معا. هذا هو جمال الإيمان المُعاش في الكنيسة.
وتابع البابا لاوُن الرابع عشر رسالته إلى المشاركين في المهرجان السادس والثلاثين للشباب في مديغوريه مشيرا إلى أنه من خلال اللقاءات اليومية، نستطيع أن نسير معا في حجنا نحو بيت الرب. وأضاف في عالم رقمي أكثر فأكثر حيث الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا يقدمان فرصا كثيرة، تذكّروا بأنه لا يمكن لأية خوارزمية أن تحل محل عناق، نظرة، لقاء حقيقي، مع الله، مع أصدقائنا وعائلتنا. كما ذكّر البابا لاوُن الرابع عشر بأن مريم قامت هي أيضا برحلة شاقة كي تلتقي نسيبتها اليصابات، وقد ولّد ذاك اللقاء الفرح. وعلى مثال مريم، قال الأب الأقدس، أشجعكم على البحث عن لقاءات حقيقية. افرحوا معا، ولا تخافوا من البكاء مع مَن يبكي، وكما يقول القديس بولس "إِفرَحوا مع الفَرِحين وابْكوا مع الباكين" (روما ١٢، ١٥).
وتابع البابا لاوُن الرابع عشر رسالته قائلا لقد أتيتم إلى مديغوريه من بلدان عديدة، وربما قد يبدو لكم أن اللغة أو الثقافة تشكلان عائقا أمام اللقاء: تحلّوا بالشجاعة. هناك لغة أقوى من كل عائق، لغة الإيمان التي تتغذى من محبة الله. أنتم جميعا أعضاء جسده، أي الكنيسة. هكذا فقط، من خلال السير معا، ومؤازرة بعضنا البعض، سنصل إلى بيت الرب. وتابع البابا لاوُن الرابع عشر رسالته قائلا إذا شعر أحد منكم في الطريق بدعوة خاصة، إلى الحياة المكرسة أو الكهنوت، أشجعكم على عدم الخوف من الإجابة. تلك الدعوة التي تشعرون بها في داخلكم تأتي من الله الذي يخاطب قلوبنا. اصغوا إليها بثقة.
وفي ختام رسالته إلى المشاركين في المهرجان السادس والثلاثين للشباب المنعقد في مديغوريه من الرابع وحتى الثامن من آب أغسطس ويتمحور حول موضوع " لِنَذهَبْ إِلى بَيتِ الرَّبّ" (المزمور ١٢٢، ١)، أوكل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر الشباب إلى مريم، أمّ المسيح وأمّنا، ومنح الجميع بركته الرسولية.