MAP

البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي ويتحدث عن معنى الضيافة في الكتاب المقدس البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي ويتحدث عن معنى الضيافة في الكتاب المقدس   (ANSA)

البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي ويتحدث عن معنى الضيافة في الكتاب المقدس

تلا البابا لاون الرابع عشر ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين في ساحة الحرية ببلدة كاستيل غاندولفو، وألقى كلمة سلط فيها الضوء على معنى الضيافة في الكتاب المقدس، وأكد أن الضيافة تتطلب تواضعا ولطفا واهتماما وانفتاحا.

قال البابا: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أحد مبارك! إن ضيافة إبراهيم وزوجته سارة، ثم ضيافة الأختَين مرتا ومريم، صديقتَي يسوع، تُلفت انتباهنا في الليتورجيا اليوم. ففي كل مرة نقبل دعوة عشاء الرب يسوع ونشارك في مائدة الإفخارستيا، فإن الله نفسه هو الذي يخدمنا. ومع ذلك، فإن إلهنا عرف أولاً كيف يحل ضيفا، وهو لا يزال اليوم يقف على بابنا يقرع. ومن اللافت أن كلمة "ضيف" في اللغة الإيطالية تدل على المُضيف كما تدل على الضيف. وهكذا، يمكننا في هذا الأحد من الصيف أن نتأمل في مسألة الضيافة المتبادلة، وبدونها تصير حياتنا فقيرة وتفقد معناها.

مضى البابا إلى القول إن الضيافة، سواء استضفنا الآخرين أو كنا نحن ضيوفا عندهم، تتطلب تواضعا. إنها تتطلب لطفا واهتماما وانفتاحا. في الإنجيل، أوشكت مرتا ألا تدخل بعمق في فرح هذا التبادل. فقد انشغلت كثيرا بما يجب عليها فعله لاستقبال يسوع، حتى أوشكت أن تُفسد لحظة لا تُنسى من اللقاء. كانت مرتا سخية، لكن الله دعاها إلى ما هو أجمل من السخاء: دعاها إلى أن تخرج من نفسها.

بعدها قال البابا: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، بالانفتاح فقط تُزهر حياتنا وتتفتح: فننفتح على ما يبعدنا عن أنفسنا، وفي الوقت نفسه يملأنا. في اللحظة التي اشتكت فيها مرتا لأن أختها تركتها تخدم وحدها، يبدو أن مريم فقدت الشعور بالزمن، إذ غمرها كلام يسوع. لم تكن أقل واقعية من أختها، ولا أقل سخاء، لكنها اغتنمت الفرصة. ولهذا عاتب يسوع مرتا، لأنها بقيت بعيدة عن علاقة حميمة كان يمكن أن تمنحها هي أيضا فرحا كبيرا.

تابع البابا كلمته قبل تلاوة التبشير الملائكي قائلا: يمكن لهذا الوقت من الصيف أن يساعدنا على تخفيف السرعة، ونصير نشبه مريم أكثر مما نشبه مرتا. أحيانا لا نسمح لأنفسنا بأن نختار "النصيب الأفضل". يجب أن يكون في حياتنا شيء من الراحة، مع الرغبة في أن نتعلم أكثر فن الضيافة. وأضاف البابا أن "صناعة العطلة" تريد أن تبيعنا كل أنواع الخبرات، لكن ربما ليس ما نبحث عنه. فكل لقاء حقيقي، سواء مع الله أم مع الآخرين أم مع الطبيعة، هو لقاء مجاني ولا يمكن شراؤه. من الضروري أن نكون ضيوفا: فنستقبل أو نُستقبل. يمكن أن ننال الكثير، وليس فقط أن نعطي. لقد اكتشف إبراهيم وسارة، ومع أنهما تقدما في السن، اكتشفا أنهما يستطيعان الإنجاب عندما استقبلا الرب نفسه الذي تراءى لهما في هيئة ثلاثة مسافرين. ونحن أيضا، ما زلنا قادرين على أن نستقبل الشيء الكثير من الحياة.

في ختام كلمته قال الحبر الأعظم: لنُصل إلى مريم الكاملة القداسة، الأم المضيافة، والتي استقبلت في أحشائها الرب يسوع، ثم أعدت له مع يوسف بيتا. فيها تتجلى دعوتنا ودعوة الكنيسة لأن تكون بيتا مفتوحا للجميع كي تستمر في استقبال ربها، الذي يستأذننا للدخول.

20 يوليو 2025, 13:16