MAP

البابا لاوُن الرابع عشر يترأس القداس الإلهي في رعية القديس تومّازو دا فيلاّنوفا في كاستيل غاندولفو البابا لاوُن الرابع عشر يترأس القداس الإلهي في رعية القديس تومّازو دا فيلاّنوفا في كاستيل غاندولفو  (@Vatican Media)

البابا لاوُن الرابع عشر يترأس القداس الإلهي في رعية القديس تومّازو دا فيلاّنوفا في كاستيل غاندولفو

ترأس قداسة البابا لاوُن الرابع عشر عند العاشرة من صباح اليوم الأحد القداس الإلهي في رعية القديس تومّازو دا فيلاّنوفا في كاستبل غاندولفو، وسلط الضوء في عظته على مثَل "السامري الصالح".

ألقى قداسة البابا لاوُن الرابع عشر عظة استهلها محييا جميع الحاضرين وقال نستمع في إنجيل هذا الأحد إلى مَثَل من بين أجمل الأمثال التي رواها يسوع وهو مثل السامري الصالح (لوقا ١٠، ٢٥ – ٣٧)، وأشار إلى أن هذه القصة لا تزال تسائل حياتنا اليوم أيضا وتهز هدوء ضمائرنا النائمة أو المشتتة. وأضاف الأب الأقدس أن الشفقة هي محور هذا المثَل الذي يسلط الضوء قبل كل شيء على النظرة. فأمام رجل جريح ملقى على جانب الطريق كان وقع بأيدي اللصوص، يروي المَثل أن كاهنًا "رآه فمالَ عنه ومضى"، وأن لاويًا "رآه فمالَ عنه ومضى"، أما السامري، وكما جاء في الإنجيل، "رَآهُ فأَشفَقَ علَيه" (لوقا ١٠، ٣٣). وتابع البابا لاوُن الرابع عشر عظته مشددا على أن النظرة تُحدث الفرق لأنها تعبّر عمّا في القلب: يمكن أن نرى ونمضي أو أن نرى ونشعر بالشفقة. وأشار إلى أن هناك نظرة خارجية، مشتتة ومتسرعة، نظرة تتظاهر بأنها لا ترى؛ وهناك نظرة بعيني القلب، نظرة أعمق، تتعاطف، تسائل حياتنا ومسؤوليتنا.

النظرة الأولى التي يريد المثَل أن يحدثنا عنها هي نظرة الله نحونا لكي نتعلّم نحن أيضا أن تكون لدينا نظرته نفسها الممتلئة محبة وشفقة، بعضنا لبعض، قال البابا لاوُن الرابع عشر في عظته، وتابع مشيرا إلى أن الله نظر إلينا برأفة، وفي يسوع، السامري الصالح، جاء ليشفي جراحنا ويصبّ علينا زيت محبته ورحمته. وأضاف البابا لاوُن الرابع عشر يقول في عظته إن البابا فرنسيس قد ذكّرنا مرات عديدة بأن الله رحمة ورأفة وتوقف في هذا الصدد عند ما قاله في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي في الرابع عشر من تموز يوليو عام ٢٠١٩. وتابع البابا لاوُن الرابع عشر عظته لافتًا إلى أن هذا المثَل يشكل تحديا أيضا لكل واحد منا، وقال إن الإيمان بالمسيح واتباعه مثل تلاميذه يعني أن تكون لدينا مشاعره نفسها: قلب يشعر، نظرة ترى ولا تمضي، يدان تساعدان وتخففان الجراح، وكتفان قويان تحملان عبء من في عوز.

وتابع الأب الأقدس عظته مشيرا إلى أن القراءة الأولى التي استمعنا إليها تقول لنا أن حفظ وصايا الرب لا يعني تكثيف أعمال خارجية، بل العودة إلى القلب، كي نكتشف أن هناك كتب الله شريعة المحبة. فإذا اكتشفنا في أعماق حياتنا أن المسيح، كسامري صالح، يحبنا ويعتني بنا، سنحب نحن أيضا بالطريقة نفسها ونصبح شفوقين مثله.

هناك حاجة اليوم إلى ثورة المحبة هذه، قال البابا لاوُن الرابع عشر في عظته التي سلط الضوء فيها على مَثَل "السامري الصالح" (لوقا ١٠، ٢٥ – ٣٧)، وأشار إلى أن اليوم، هناك أشخاص كثيرون يرزحون تحت عبء المعاناة والفقر، كثيرون أثقلتهم المصاعب أو جرحتهم ظروف الحياة؛ شعوب كثيرة ضحايا أنظمة سياسية قمعية، وحرب تقتل أحلامهم وحياتهم. ونحن ماذا نفعل؟ أنرى ونمضي، أم نفتح قلبنا مثل السامري؟ وفي بعض المرات نكتفي فقط بالقيام بواجبنا أم نعتبر قريبنا فقط مَن يفكر مثلنا، من لديه الجنسية نفسها أو الديانة نفسها؛ غير أن يسوع يقلب النظرة، ويقدم سامريا، غريبًا، يصبح قريبا لذاك الرجل الجريح. ويطلب منا أن نفعل الأمر نفسه. وأضاف البابا لاوُن الرابع عشر أن نرى من دون أن نمضي، أن ندع حياة الآخر أيا كان، باحتياجاته ومعاناته، تلمس قلبنا: إن ذلك يجعلنا قريبين بعضنا لبعض ويولّد أخوّة حقيقية ويهدم الجدران والحواجز. وهكذا تصبح المحبة أقوى من الشر والموت.

وفي ختام عظته مترئسا القداس الإلهي صباح اليوم الأحد في رعية القديس تومّازو دا فيلاّنوفا في كاستيل غاندولفو، قال البابا لاوُن الرابع عشر: لننظر إلى المسيح السامري الصالح ولنستمع اليوم أيضا إلى صوته يقول لكل واحد منا" اِذْهَبْ فاعمَلْ أَنتَ أَيضاً مِثْلَ ذلك" (لوقا ١٠، ٣٧).

13 يوليو 2025, 14:54