MAP

البابا لاوُن الرابع عشر يوجه كلمة إلى المرسلين الرقميين والمؤثرين المشاركين في اليوبيل ٢٩ تموز يوليو ٢٠٢٥ البابا لاوُن الرابع عشر يوجه كلمة إلى المرسلين الرقميين والمؤثرين المشاركين في اليوبيل ٢٩ تموز يوليو ٢٠٢٥  (ANSA)

البابا لاوُن الرابع عشر يوجه كلمة إلى المرسلين الرقميين والمؤثرين المشاركين في اليوبيل

إعلان السلام في العالم، البحث عن جسد المسيح المتألم في كل أخ وأخت، نسج شبكات علاقات حقيقية. كان هذا من بين ما تطرق إليه قداسة البابا خلال تحيته في بازيليك القديس بطرس اليوم الثلاثاء المشاركين في يوبيل المرسلين الرقميين والمؤثرين.

في ختام القداس الإلهي الذي ترأسه الكاردينال لويس أنطونيو تاغل في بازيليك القديس بطرس اليوم الثلاثاء ٢٩ تموز يوليو لمناسبة يوبيل المرسلين الرقميين والمؤثرين وجَّه قداسة البابا لاوُن الرابع عشر كلمة بدأها بتحيته التي عودنا عليها: السلام معكم. وتابع الأب الأقدس متوقفا عند حاجتنا الكبيرة إلى السلام في زمننا هذا الذي تمزقه العداوات والحروب، وأضاف أن هذه هي رسالة الكنيسة، إعلان السلام للعالم، السلام الذي يأتي من الرب الذي هزم الموت وحمل إلينا مغفرة الله، وهبنا حياة الآب وأرشدنا إلى طريق المحبة.

وقال قداسة البابا للحضور إن هذه هي الرسالة التي توكلها الكنيسة اليوم إليهم، هم الذين جاؤوا إلى روما للاحتفال باليوبيل وتجديد الالتزام بزرع الرجاء المسيحي في الشبكات الاجتماعية والأوساط الرقمية. وتابع أن للسلام يجب البحث عنه وإعلانه وتقاسمه في كل مكان، سواء في أماكن الحرب المأساوية أو في القلوب التي فرغت لمن فقدوا حس الوجود ومذاق الحياة الداخلية والروحية. وأكد الأب الأقدس أننا اليوم في حاجة أكثر من او وقت مضى إلى تلاميذ مرسلين يحملون إلى العالم عطية القائم، ويمنحون صوتا للرجاء الذي يهبه يسوع الحي حتى أقاصي الأرض، ويَصلون حيثما هناك أي قلب ينتظر ويبحث وفي احتياج.

ثم تحدث البابا لاوُن الرابع عشر عما وصفه بتحدٍ ثانٍ في هذه الرسالة، وهو أن تبحثوا دائما عن جسد المسيح المتألم في كل أخ وأخت تلتقونهم عبر الشبكة، قال قداسته للمرسلين الرقميين والمؤثرين. وتابع أننا اليوم نعيش ثقافة جديدة تميزها وتشكلها بعمق التكنولوجيا، وعلينا، على كل واحد منكم قال البابا، يتوقف كون هذه الثقافة إنسانية. فالعلم والتكنولوجيا يؤثران على أسلوب عيشنا في العالم بل وأيضا على كيفية فهمنا لأنفسنا وعلى علاقتنا مع الله وعلاقاتنا أحدنا مع الآخر، تابع قداسة البابا وشدد على ضرورة ألا يُستخدم أي شيء يأتي من الإنسان للإساءة إلى كرامة الآخرين. وقال للحضور إن رسالتنا، رسالتكم، هي تغذية ثقافة أنسنة مسيحية وأن نفعل هذا معا، وهذا هو جمال "الشبكة" بالنسبة لنا جميعا، أضاف قداسته.

ومن بين ما أراد قداسة البابا تسليط الضوء عليه في كلمته أن الكنيسة وأمام ما واجهت عبر التاريخ من تحديات ثقافية لم تبقَ أبدا سلبية، بل عملت على إنارة كل زمن بنور ورجاء المسيح من خلال التمييز بين الخير والشر، بين ما هو حسن وما يجب تغييره وتحويله وتنقيته. وعاد الأب الأقدس إلى الحديث عن الثقافة التي نعيشها اليوم مشيرا إلى أنها ثقافة للبعد التكنولوجي فيها وجود في كل شيء. وتوقف هنا عند الاستخدام المنتشر للذكاء الاصطناعي والذي سيشكل مرحلة جديدة في حياة الأفراد والمجتمعات. وهذا تحدٍ علينا أن نواجهه، قال البابا لاوُن الرابع عشر، وتحدث عن التأمل في مصداقية شهاداتنا وحول قدرتنا على الإصغاء والتكلم، على أن نفهم وأن نُفهم. علينا واجب العمل معا والتوصل على أسلوب للتفكير وولغة لزمننا تمنح صوتا للمحبة. ولا يعني هذا مجرد تكوين محتويات بل خلق لقاء للقلوب، شدد الأب الأقدس، ويتطلب هذا البحث عمن يعانون، مَن هم في حاجة إلى معرفة الرب حتى يتمكنوا من مداواة جراحهم والنهوض مجددا والعثور على معنى لحياتهم. وواصل البابا أن هذه المسيرة تبدأ بقبولنا لفقرنا والاعتراف بجاجتنا إلى الإنجيل، وهذا أيضا هو عمل مشترك، قال البابا.

ثم تحدث الأب الأقدس عما وصفها بدعوة ثالثة، وذكَّر هنا بأن يسوع قد دعا الرسل الأوائل بينما كانوا يصلحون الشباك كصيادين. وقال إن يسوع يدعونا نحن أيضا إلى إصلاح الشباك، بل وأكثر من هذا، إلى نسج شباك أخرى، شبكات العلاقات، شبكات المحبة والتبادلية المجانية، شبكات يجب أن تكون الصداقة فيها حقيقية، عميقة. شبكات يمكن فيها إصلاح ما كُسر وإيجاد علاج للوحدة لا بالاهتمام بأعداد المتابعين، الـ follower، بل باختبار الكبر اللامتناهي للمحبة في كل لقاء. وواصل قداسة البابا متحدثا عن شبكات تفتح فسحات للآخر أكثر مما نفتح لأنفسنا، وحيث لا يمكن لأحد أن يحجب صوت الأشخاص الأكثر ضعفا، شبكات تُحرر وتخلص، شبكات تجعلنا نكتشف من جديد جمال النظر إلى أعين بعضنا البعض، شبكات حقيقة. وبهذا الشكل، تابع الأب الأقدس فإن كل قصة خير يتم تقاسمها ستصبح عقدة في شبكة واحدة كبيرة، شبكة الشبكات، شبكة الله.

ودعا البابا لاوُن الرابع عشر في ختام تحيته المرسلين الرقميين والمؤثرين الكاثوليك إلى أن يكونوا صانعي شركة قادرين على كسر منطق التقسيم والاستقطاب، الفردانية ومركزية الذات. وواصل الأب الأقدس داعيا إلى التركيز على المسيح، وذلك من أجل الانتصار على منطق العالم والأنباء الزائفة والتفاهات، بجمال الحقيقة ونورها. هذا وأراد قداسة البابا، وقبل أن يبارك الجميع موكلا شهادتهم إلى الرب حسبما ذكر، أن يشكرهم على ما فعلوا ويفعلون من خير في حياتهم وما يحملون من أحلام، على محبتهم للرب يسوع ومحبتهم للكنيسة وما يقدمون من مساعدة لمن يتألمون، على سيرهم على الدروب الرقمية.

29 يوليو 2025, 16:16