MAP

البابا لاوُن الرابع عشر يستقبل ممثلات أربع جمعيات رهبانية نسائية ٣٠ حزيران يونيو ٢٠٢٥ البابا لاوُن الرابع عشر يستقبل ممثلات أربع جمعيات رهبانية نسائية ٣٠ حزيران يونيو ٢٠٢٥  (@Vatican Media)

البابا لاوُن الرابع عشر يستقبل ممثلات أربع جمعيات رهبانية نسائية

التجذر في المسيح والأمانة لحكمة الإنجيل، هذا ما تحدث عنه البابا لاوُن الرابع عشر خلال استقباله اليوم الاثنين ٣٠ حزيران يونيو ممثلات أربع من الجمعيات الرهبانية النسائية.

استقبل البابا لاوُن الرابع عشر صباح اليوم الاثنين ٣٠ حزيران يونيو ممثلات أربع من الجمعيات الرهبانية النسائية لمناسبة المجمع العام لبعضها والحج اليوبيلي لأخرى. وخلال ترحيبه بالجميع قال الأب الأقدس إنه يسعده لقاؤهن حيث يأتين جميعا إلى قبر القديس بطرس لتجديد محبتهن للرب وأمانتهن للكنيسة. والجمعيات الرهبانية هي رهينة القديس باسيليوس الكبير، بنات المحبة الإلهية، راهبات المعونة الأغسطينيات وراهبات القلبين الأقدسين الفرنسيسكانيات.

وتوقف الأب الأقدس في كلمته عند تأسيس هذه الجمعيات الأربع في فترات مختلفة وأضاف أن تاريخ هذه الجمعيات يكشف في المقابل ديناميكية مشتركة، فنور أمثلة عظيمة للحياة الروحية من الماضي، مثل القديسين أغسطينوس وباسيليوس وفرنسيس، قد حفز من خلال زهد وشجاعة وقداسة حياة مؤسسي ومؤسِّسات هذه الرهبانيات طرقا جديدة للخدمة وأنماها، وخاصة لصالح مَن هم أكثر ضعفا، الأطفال، الفتيات والفتية الفقراء، اليتامى، المهاجرين، لينضم إلى هؤلاء فيما بعد ومع مرور الوقت المسنون والمرضى، هذا إلى جانب الكثير من خدمات المحبة الأخرى.

وواصل البابا لاوُن الرابع عشر قائلا لممثلات الجمعيات الرهبانية النسائية الأربع إن أحداث ماضيها وحيوية حاضرها تجعلنا نلمس باليد أن الأمانة لحكمة الإنجيل القديمة هي المحرك الأفضل لمن يختار، بدفعة من الروح القدس، طرقا جديدة للهبة تنطلق من محبة الله والقريب في إصغاء منتبه إلى علامات الأزمنة وذلك حسبما جاء في الوثيقة المجمعية الدستور الرعوي حول الكنيسة في عالم اليوم "فرح ورجاء". وأضاف الأب الأقدس أن المجمع الفاتيكاني الثاني وانطلاقا من هذا تحديدا قد شدد في حديثه إلى معاهد الحياة الرهبانية المكرسة لخدمات المحبة، وذلك في البيان المجمعي في تجديد الحياة الرهبانية "المحبة الكاملة"، على ضرورة "أن تكون حياة الأعضاء الرهبانية كلها مشبعة من الروح الرسولي وأن يكون عملها الرسولي كله منتعشاً بالروح الرهباني"، وذلك كي "يلبي الرهبان قبل كل شيء الدعوة في إتباع المسيح وخدمته شخصياً في أعضائه؛ يجب أن ينبثق نشاطهم الرسولي من اتحادهم به بالذات".

وعاد قداسة البابا هنا إلى ما كتب القديس أغسطينوس في حديثه عن أولية الله في الحياة المسيحية حيث أكد أن الله هو كل شيء، فإن كنتَ جوعانا فهو خبزك وإن كنتَ عطشانا فهو ماؤك وإن كنت في الظل فهو نورك الذي لا يغرب وإن كنت عاريا فهو رداؤك الذي لا يموت. وقال البابا لاوُن الرابع عشر إن هذه كلمات من المفيد أن ننطلق منها لنسأل أنفسنا إلى أي مدى هذا صحيح بالنسبة لي؟ وكم يروي الرب عطشي للحياة والمحبة والنور؟ وشدد قداسته على كون هذه أسئلة هامة مضيفا أن هذا التجذر في المسيح هو ما جعل مَن سبقونا من رجال ونساء مثلنا، لهم مواهبهم ومحدودياتهم مثلنا، يعملون أشياء لم يكن لهم أن يفكروا في التمكن من عملها، وما مكنهم من أن يُلقوا ببذور خير وصلت إلى العالم كله عمليا، عبر القرون والقارات، مثلما يؤكد وجودكن قال البابا لضيفاته.

تحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن أن بعض الجمعيات الرهبانية التي يستقبل ممثلاتها اليوم تنظم مجامعها العامة بينما أتت ممثلات جمعيات أخرى إلى روما في إطار الحج اليوبيلي، وقال إننا في كل حال أمام اتخاذ اختيارات هامة يتوقف عليها مستقبل الراهبات ومستقبل الكنيسة. ولهذا فإنه يرى من الجيد أن يختتم لقاءه معهن مجددا التمنيات لنا جميعا بما كتب القديس بولس إلى أهل أفسس: "وأَن يُقيمَ المسيحُ في قُلوبِكم بالإِيمان، حتَّى إِذا ما تأَصَّلتُم في المَحبَّة وأسِّستُم علَيها، أَمكَنَكم أَن تُدركوا مع جَميعِ القدَّيسين ما هو العَرْضُ والطُّول والعُلُوُّ والعُمق، وتَعرِفوا مَحبَّةَ المسيحِ الَّتي تَفوقُ كلَّ مَعرِفة، فتَمتَلِئوا بِكُلِّ ما في اللهِ من كَمَال" (أف ٣، ١٧-١٩). وختم البابا لاوُن الرابع عشر شاكرا الراهبات على عملهن وعلى أمانتهن ثم باركهن متضرعا كي ترافقهن مريم العذراء.  

30 يونيو 2025, 13:01