MAP

البطريرك الماروني: حين تُبنى العائلة على الإيمان يُبنى الوطن على الرجاء البطريرك الماروني: حين تُبنى العائلة على الإيمان يُبنى الوطن على الرجاء  (Maronite Patriarchate)

البطريرك الماروني: حين تُبنى العائلة على الإيمان يُبنى الوطن على الرجاء

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي الأحد الثالث عشر من تموز يوليو في كنيسة المقر البطريركي الصيفي في الديمان وألقى عظة في الأحد السادس من زمن العنصرة بعنوان "كونوا حكماء كالحيّات، وودعاء كالحمام" (متى ١٠: ١٦).

استهل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظته قائلا "عندما أرسل يسوع تلاميذه والكنيسة، نبههم أنهم سيلقون الإضطهاد بسببه، وبسبب الحقيقة التي يعلنونها، والمحبة التي يعيشونها ويشهدون لها بأعمالهم، وقداسة السيرة التي يسلكونها. وقال لهم: "ها أنا أرسلكم كالخراف بين الذئاب. كونوا حكماء كالحيّات، وودعاء كالحمام" (متى ١٠: ١٦). وأضاف غبطته "الحكمة هي فضيلة وموهبة من أولى مواهب الروح القدس السبع. تساعد العقل على تمييز الخير الحقيقي، وعلى اختيار الوسائل الفضلى للبلوغ إليه. وتلتقي الحكمة مع الفطنة في حسن التصرف مع الانتباه والحذر. أما الوداعة فهي تواضع القلب المنفتح على الله والناس. إنها من ثمار الروح القدس فينا إلى جانب اللطف والقرب والمحبة وروح السلام. ويضيف الرب يسوع على هاتين الفضيلتين، فضيلة الصبر، مؤكدًا: "من يصبر إلى المنتهى يخلص" (متى ١٠: ٢٢). الصبر يرتكز على فضيلة "الرجاء الذي لا يخيّب" (روم ٥: ٥).

ورحّب البطريرك الراعي في عظته بفرق السيدة، Équipes Notre-Dame وأشار إلى أنها حركة أسسها الأب هانري كافّاريل سنة ١٩٣٩، "غايتها عيش الحياة الزوجية كدعوة إلى القداسة بالصلاة، والتأمل بكلام الله، والنمو في المحبة"، وهي حركة دولية "منتشرة في أكثر من ثلاث وتسعين دولة" و"بنمو هذه الحركة، باتت تشكل اليوم شبكة روحية عالمية ترافق الأزواج، وتزرع في قلوبهم فرح الإنجيل، وتقوي التزامهم تجاه بعضهم البعض، وتجاه أولادهم ومجتمعهم". وأضاف غبطته"شاءت حركة "فرق السيدة" أن يكون قدّاسنا اليوم فاتحة "عيد الزوجين"، كما يوجد "عيد الأمّ" و "عيد الأب" و "عيد العائلة". وترغب أن يصبح هذا العيد عيدًا سنويًا يجدّد فيه الزوجان العهد بينهما، ويعاد التأكيد على أن سر الزواج هو في ذاته دعوة ورسالة ومسيرة خلاص. وفيما نحن نحتفل بهذا العيد الجديد ترافقنا نعمة عظيمة من السماء هي حضور ذخائر القديسين الزوجين لويس وزيلي مارتين، والدي القديسة تريز الطفل يسوع، اللذين أعلنهما السعيد الذكر البابا فرنسيس قديسين معًا سنة ٢٠١٥. وقد عاشا حياتهما في نور الإنجيل بالعمل والتربية والصلاة والتضحية. وأظهرا أن العائلة التي تبني بيتها على الصخرة، صخرة الإيمان، لا تهزّها عواصف الحياة. وقالت القديسة تريز يومًا: "تعلّمت القداسة من والديّ". إنها بزيارة ذخائرها إلى لبنان في هذه الأيام، تنثر ورود النعم على هذا الوطن وشعبه". وتابع غبطته قائلا "إننا بمناسبة زيارة ذخائر والديها القديسين لويس وزيلي، نجدد التزامنا بالحب العائلي، ونثق بأن العائلة، رغم التحديات، قادرة على أن تكون مهد قداسة، إذا تأسست على الإيمان، وانفتحت على النعمة، وسلكت طريق المحبة المتبادلة والتضحية الصامتة".

في عظته مترئسًا قداس الأحد، قال البطريرك الراعي "في خضم ما نعيش من أزمات وضغوط اقتصادية واجتماعية تحاصر العائلة في وطننا لبنان، تبقى العائلة النواة الصامدة، والحصن الأخير، والمدرسة الأولى والطبيعية للقيم، وأول مجتمع على الأرض، فحين تُبنى العائلة على الإيمان، يُبنى الوطن على الرجاء. كل عائلة تعيش حبّها بأمانة، تسهم في بناء لبنان الجديد، لبنان الدولة المتنوعة ثقافيًا ودينيًا، لبنان الرسالة، لبنان التلاقي، لبنان الإنسان، لبنان العيش المشترك المنظم في الدستور بروح الميثاق الوطني".

وفي ختام عظته مترئسا القداس الإلهي في كنيسة المقر البطريركي الصيفي في الديمان، قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي "فلتكن أمّنا مريم العذراء، شفيعة فرق السيدة، وسيّدة جميع الشعوب، رفيقة درب الأزواج، ونجمة عائلاتنا، ومثال الطاعة والثقة والتسليم لمشيئة الله".

14 يوليو 2025, 12:22