MAP

Palestinians wait to receive food from a charity kitchen, in Gaza City

الأب إبراهيم فلتس: الموت جوعا وعطشا عار وظلم وأمر لا يمكن تبريره

توقف نائب حارس الأرض المقدسة الأب إبراهيم فلتس في مقال له حول معاناة سكان غزة وصمت العالم عند موت أعداد كبيرة من الأشخاص في غزة جوعا وعطشا ما يشكل عارا وظلما أمرا لا يمكن تبريره.

على صفحات وسائل الاتصالات الفاتيكانية كتب الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأرض المقدسة مقالا توقف فيه عند ما يتعرض له سكان غزة. وفي المقال الذي يؤكد في عنوانه أن الموت عطشا وجوعا هو ظلم وأمر لا يمكن تبريره تحدث الأب فلتس عن عدم وصول الأدوية والغذاء إلى غزة منذ أشهر وعن انقطاع التيار الكهربائي واستمرار القصف. وتابع أنه وإلى الأعداد الهائلة لمن فقدوا حياتهم ومَن لا يزالون تحت الأنقاض ومَن جُرحوا ومَن أصبحوا يتامي تضاف الأعداد المرتفعة والأليمة لمن يموتون جوعا.

عاد الأب فلتس بعد ذلك إلى كلمات يسوع وتحديدا إلى التطويبات "طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون"، وواصل نائب حارس الأرض المقدسة أن الأوضاع الحزينة التي يعيش فيها سكان غزة والشعور بالعجز تدفعنا إلى فقدان الرجاء والثقة، بينما اليقين بأن جوعى وعطاش غزة سيُشبعون ويُروون هو ما يجعلنا نستعيد الالتزام القوي بطلب العدل. وشدد في هذا السياق على كون الجوع والعطش احتياجَين حيويَّين لأن الموت جوعا وعطشا ظلم وأمر لا يمكن تبريره.

واصل نائب حارس الأرض المقدسة مقاله مذكرا بأن اليأس والشعور بالنسيان قد دفع سكان غزة الأحد المنصرم إلى القيام بمظاهرة احتجاجية ضخمة لإطلاع العالم على موت الأطفال جوعا. وتوقف الأب فلتس عند معاناة سكان غزة منذ أشهر لا يجدون فيها ما هو ضروري للعيش ولمساعدة أجساد صارت هزيلة جراء عامين تقريبا من المشقة والعناء. فغزة لا يدخلها الغذاء ولا الدواء وتفتقر إلى التيار الكهربائي، وهذه الضروريات الحياتية يتم إيقافها على بعد كيلومترات قليلة ممن هم في حاجة إليها، وهذا غير إنساني.

لقد أسفر صوت صفارات سيارات الإسعاف عن ضجيج طويل وصارخ أراد أن يوقظ الضمائر النائمة لمن يراقب في صمت مجزرة مع عدم السماح بمنح الغذاء للجياع والماء للعطاش. هذا هو العار الأكبر، تابع نائب حارس الأرض المقدسة، خزي لا يمحى لعالم وضع في المركز الأول في قائمة القيم المصالح الاقتصادية والتطلع إلى السلطة، وفي المركز الأخير وضع احترام الحياة والحقوق الإنسانية.

ثم توقف المقال عند كون المسنين والمصابين بإعاقات جزءً كبير العدد وهشا من شعب خارت قواه، أشخاص لم تعد لديهم بيوت وقد لا تكون لهم أرض بعد، يتعرضون لهجمات مميتة بينما ينامون في خيام أو ملاجئ سيئة الأوضاع. وشدد الأب إبراهيم فلتس هنا على أن اليوم تضاف إلى الأعداد الكبيرة من الموتى والجرحى واليتامى ومَن هم تحت الأنقاض الأعداد الكبيرة بدورها والمؤلمة لمن يموتون جوعا. وواصل نائب حارس الأرض المقدسة أن العالم يعرف أنه ومنذ أشهر كثيرة تعاني أعداد كبيرة جدا من الأطفال من سوء التغذية وأن الآلاف منهم قد ماتوا جوعا. يبدو أمرا لا يمكن تصديقه إلا أن هذا يحدث على بعد كيلومترات قليلة من عالم يستهلك ما يفوق احتياجاته ويهدر موارد حيوية. العالم يرى على الهواء موتا حتميا لأطفال بسبب الجوع، كتب الأب فلتس وأضاف أن أغلبية الـ ٩٠٠ شخص الذي قُتلوا بينما كانوا يطلبون، في إذلال، قطعة من الخبز كانت من آباء كانوا يبحثون عن طعام لعائلاتهم. ومَن عاد من بينهم على البيت بما يسمح بالبقاء على قيد الحياة لم يكن غالبا يجد أطفاله أحياء. وذكَّر المقال هنا بفيديو يرينا مأساة رجل مسن وضعيف مات بسبب الجوع والجر الشديد بينما كان ينتظر الحصول على الغذاء. هذا هو الواقع اليومي الحزين لأصدقائي في غزة، كتب نائب حارس الأرض المقدسة، أشخاص هم جزء من شعب فقد قواه، شعب من كائنات بشرية، من أطفال لديهم الحق في الاحترام بدون أي استثناء على أساس الجنسية أو الإيمان، مثل أطفال العالم جميعا.

وفي ختام مقاله أشار الأب إبراهيم فلتس إلى أن مشاهد معاناة الأطفال والمصابين بإعاقات والمسنين في غزة خلال فترة العنف الطويلة هذه قد وحدت ضمائر مَن يشعرون بالعجز أمام هذا الألم الكبير، مَن لا يريدون أن يكونوا شركاء فيما حدث ولا يزال يحدث في غزة. وشدد نائب حارس الأرض المقدسة على أن الأعين الحزينة ودموع المعاناة والجوع والصدمات الجسدية والنفسية الخطيرة لأطفال غزة هي صرخة صامتة موجهة إلى البشرية. وأضاف الأب إبراهيم فلتس هنا أن نداءات البابا لاوُن الرابع عشر القوية، وصفير سيارات الإسعاف المؤلم وحشد المجتمع المدني ورؤساء الدول والسلطات والشخصيات الهامة لا يتم الإصغاء إليها من قِبل مَن يواصل استخدام كل أنواع السلاح ضد العُزل ومَن لا يدرك أن الحقوق التي يتم إنكارها هي ثقل لا يمحى من التاريخ، اليوم مثل الأمس. وختم الأب فلتس مقاله أن أعين ودموع أطفال غزة وأجسادهم الصغيرة المشوهة والراجفة تثير العار وتدفع إلى الصراخ بالحاجة إلى السلام والتي هي أيضا جوع وعطش إلى البِر.        

24 يوليو 2025, 15:28