رئيس أساقفة كييف: الأوكرانيون يعيشون اليوم مسيرة الجلجلة بانتظار القيامة
استهل سيادته كلمته لافتا إلى أن الإنسان وعندما يكون بحالة جيدة يشعر أنه لا يحتاج إلى الله أو إلى الآخرين، لكنه عندما يختبر الألم والمأساة يُدرك أنه يحتاج إلى مساعدة القريب، يحتاج إلى يد ممدودة، وهذا ما يجعله يكتشف مجدداً معنى المسيرة المشتركة، ويساعده على الصمود. بعدها قال سيادته إن الرجاء هو بالنسبة للمؤمنين المسيحيين في أوكرانيا مصدر استمرارهم وبقائهم على قيد الحياة. وهذا الرجاء لا يتغيّر لأنه دائماً موجود في شخص الرب يسوع المسيح، والعلاقة مع الرب الذي تألم ومات من أجلنا هي مصدر هذا الرجاء الذي هو قوة يبثّها في قلوبنا الروح القدس، إنها قوة الرب القائم من الموت. وأضاف أنه عندما يتعرض المؤمن للألم والمعناة يشعر بهذه القوة، مشيرا إلى أن الرجاء هو واقع يعيشه فعلاً المؤمنون في أوكرانيا. من هذا المنطلق لفت إلى أن الكنيسة المحلية ممتنة جداً للبابا فرنسيس الذي فتح أبواب الرجاء في بداية هذه السنة اليوبيلية المقدسة. وأوضح أن الكاتدرائية والمزارات وباقي المعابد الدينية في أوكرانيا استقبلت خلال زمن الصوم أعداداً كبيرة من الحجاج الذين نالوا الأسرار المقدسة، لاسيما سرّي الاعتراف والإفخارستيا، وقد رفعوا الصلوات أيضا على نية البابا فرنسيس كي يتعافى ويستعيد صحته. هذا ثم توقف المطران شيفشوك عند الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم الأحد الفائت وقال إن أسبوع الآلام بدأ بطريقة مأساوية في أوكرانيا، موضحا أن الصواريخ أمطرت على المدينة فيما كان المؤمنون يشاركون في قداس أحد الشعانين، وقد أسفر الهجوم عن مقتل أربعة وثلاثين شخصاً، بينهم طفلان، وسقوط مائة وتسعة عشر جريحاً، بينهم خمسة عشر طفلا. واعتبر سيادته أن ما جرى يُظهر النية في استهداف المدنيين العزل، لافتا إلى الشعور بأنه كل ما دار الحديث عن تحقيق السلام في أوكرانيا، وكل ما تُبذل الجهود على الصعيد الدولي لتسهيل المفاوضات والتوصل إلى اتفاق، كل ما تجددت هذه الهجمات، والتي تزايدت بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وأشار إلى أن العاصمة كييف لم تسلم من الهجمات إذ تتعرض للقصف كل ليلة. تابع سيادته لافتا إلى أنه على الرغم من هذا التصعيد الأمني الخطير، لم يفقد المؤمنون الرجاء، إذ يرون في ما يجري مسيرة، شبيهة بمسيرة الجلجلة. وهي تتطلب أن نسير إلى الأمام، يدفعنا الإيمان بأن القيامة ستأتي في نهاية هذه المسيرة. وأوضح رئيس أساقفة كييف أنه تواصل مع الأب ديادا، الذي هو مدير هيئة كاريتاس في سومي، وأخبره أن الناس لم يهربوا من المدينة بعد سقوط الصواريخ، بل على العكس، بقوا فيها من أجل المشاركة في عمليات الإنقاذ وتنظيف الطرقات والاستعدادات للاحتفال بعيد الفصح. واعتبر أن ما جرى يدل على مقاربة مختلفة لهذا الواقع، مقاربة من يعرف كيف يتغلب على الخوف بفضل الإيمان بالله. وأضاف ديادا أن الصواريخ وقعت على مسافة قريبة من مقر كاريتاس في سومي، حيث يعمل زهاء خمسين شخصا. وفي اليوم التالي للهجوم توجه هؤلاء إلى مقر عملهم، كي يساعدوا من فقدوا بيوتهم، ومن هم في المستشفيات. في الختام شاء رئيس أساقفة كييف أن يوجه كلمة شكر إلى كاريتاس إيطاليا التي أعلنت عن نيتها في توفير الضيافة لعشرين طفلاً من سومي سيشاركون في مخيم صيفي في إيطاليا. وذكّر بأن الشعب الأوكراني يجتاز اليوم مسيرة نحو الفصح، هذا العيد الذي يذكّرنا بينبوع إيماننا، متمنيا أن يعيش المؤمنون هذا الفرح الذي يُنسيهم دموعهم، وقال إن المسيح القائم من الموت هو الشافي، إنه يداوي جراحنا وينتصر على الموت. وختم رئيس أساقفة كييف حديثه قائلا: "المسيح قام! حقاً قام!" |