كلمة بطريرك الأقباط الكاثوليك في افتتاح المؤتمر الخامس لمؤسسة أعمال الشرق
بمناسبة افتتاح المؤتمر الخامس لمؤسسة أعمال الشرق، Œuvre d’Orient تحت عنوان "دور العائلات التربوي وسط التحديات" العائلات والمدارس الكاثوليكية في الشرق الأوسط في السياق الحالي" الذي يعقد في القاهرة في ٦ و٧ شباط فبراير ٢٠٢٥ ألقى الأنبا إبراهيم اسحق سدراك بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة كلمة قال فيها نجتمع اليوم في مصر، مهد حضارة عظيمة، لمناقشة موضوع: "العائلات والمدارس الكاثوليكية في الشرق الأوسط في السياق الحالي". وأود أن أسلط الضوء هنا على مناخ السلام والأمن الذي يسود مصر، والاحترام المتبادل الذي يعزز إلى حد كبير التماسك الاجتماعي ويجعل من الممكن استضافة مثل هذا المؤتمر المهم. وهذا بفضل جهود سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومساعديه.
تابع بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك يقول نحن هنا للتفكير في كيفية نقل قيمنا ومعرفتنا في عالم متغير يتميز بتحديات كبيرة، وما هو دور الأسرة في التربية؟ وخاصة في إطار يوبيل هذا العام ٢٠٢٥: "حجاج الرجاء" الذي تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية. خلال هذا المؤتمر سنحاول أن نستكشف معًا: الدور الأساسي للمدارس الكاثوليكية الناطقة بالفرنسية في مصر والشرق الأوسط؛ دور الأسرة؛ التزام مؤسسة أعمال الشرق؛ التحديات التي تواجه الأسرة.
أضاف بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك يقول تتمتع المدارس الكاثوليكية الناطقة بالفرنسية في مصر بتاريخ طويل. ولقد كانت هذه الأماكن دائمًا أماكن للانفتاح والحوار والأداء المتميز، مما ساهم في تأثير الثقافة الفرنسية وتطور المجتمع المصري. وتنقل هذه المدارس القيم العالمية مثل احترام الشخص البشري، والانضباط، والأخلاق الحميدة، والتضامن، والانفتاح، والتميز الأكاديمي. إنهم يعملون على تنشئة مواطنين مسؤولين، قادرين على بناء مستقبل أفضل لبلدهم وللعالم أجمع.
تابع بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك يقول دور الأسرة كركيزة أساسية إن الأسرة هي الناقل الأساسي للقيم الأساسية مثل الاحترام والتسامح والصدق والتضامن والحب. تعمل الأسرة على إعداد الطفل للتفاعل مع الآخرين واحترام القواعد والاندماج في المجتمع. فالوالدان هما النماذج الأولى التي يتعرف عليها الأطفال.فهم في الواقع يتعلمون عن طريق التقليد والملاحظة. دور مؤسسة أعمال الشرق بفضل التزامها الطويل الأمد، تلعب مؤسسة "أعمال الشرق" دورًا حاسمًا في الحفاظ على المدارس الكاثوليكية الناطقة بالفرنسية في الشرق الأوسط. ومن خلال تقديم الدعم الملموس لهذه المؤسسات، من خلال برامج المنح الدراسية ومشاريع التجديد وأنشطة تدريب المعلمين المستمرة، فإنها تمكن الآلاف من الطلاب من الاستفادة من التعليم الجيد، المتكيف مع تحديات العصر. وتساهم هذه الإجراءات ليس فقط في التنمية الشخصية لكل طالب وطالبة، بل أيضًا في تطوير مجتمعات أكثر عدالة وانفتاحًا.
أضاف بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك يقول التحديات التي تواجه الأسرة. لكي نعمل معًا: كنيسة مدارس وأسر ومؤسسات خيرية وحكومات، لتعزيز تعليم شبابنا، يتعين علينا تحديد التحديات المعقدة على كافة المستويات؛ محلياً وعالمياً. وخاصة التغيرات السريعة في المجتمع وتأثير وسائل الإعلام والصعوبات الاقتصادية والثقافية.
وختم الأنبا إبراهيم اسحق سدراك بطريرك الاسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة كلمته بالقول إن يوبيل الرجاء لعام ٢٠٢٥ يدعونا للتطلع إلى المستقبل بثقة وتجديد التزامنا بالتعليم. إنها فرصة للاحتفال بالنجاحات الماضية ورسم مسارات جديدة للمستقبل. وتقوم الكنيسة، من خلال مدارسها ومؤسساتها، بمرافقة الشباب وأسرهم في رحلتهم ومسيرتهم عبر الحياة. وتنقل إليهم القيم الأساسية التي تساعدهم على أن يصبحوا مواطنين مكونين جيداً، مسؤولين وملتزمين. أود في الختام أن أعرب عن امتناني لجميع المهتمين بالمدارس الكاثوليكية، ولمؤسسة Œuvre d'Orient على دعمها القيم. وأؤكد أننا جميعًا مدعوون إلى الالتزام بدعم هذه المدارس وتقديم أفضل الآفاق المستقبلية للأجيال الشابة. معًا، يمكننا أن نجعل من التعليم أداة للسلام والتنمية في منطقتنا. مع خالص شكري وتقديري لكم جميعاً، متمنياً لكم مؤتمراً مثمراً وموفقاً.